سهوله مروج وحقول، وجباله قمم في الأعالي، مناظره خلابة، ومواقعه سياحية فريدة، لوحاته تبوح بجمال الطبيعة، تتمدد حيناً تضاريسه لتبدو مثل بساط، وتعلو أحيانا فهي تلال وبروج. زائره يخيل أنه في حكاية خرافية، فلا هو يعبر بلدا إلى آخر،ولا كان يترك إقليما إلى سواه، ولا يغير وسيلة تجواله، ولا يملك آلة زمن ليعيش في مناخ في غير زمانه، وإنما هي سيارة وحيدة، تعبر من أقصى الحوز إلى أقصاه. ينتعش الجو، وقتما يعتلي الزائر جبلا، ويحضنه البرد كلما تغلغل في أعماقه، فلا عجب أنه أفضل خيار للهرب من حر الصيف.
الطريق إلى تغدوين عبر الحوز، كائن حي، يتلون بألوان قوس قزح، يبوح بأسراره، مثل مسالكه الحية التي عرفت دورات حياة طبيعية متجددة، فكان أرضا للرعاة والمزارعين، مثلما كان ملاذا للأصليين والأحرار، وحصنا صد المتمردين والمستعمرين، وعلى مر سنوات وسنوات كان شاهدا على روائعه الفريدة ومثل معالمه، ومناطقه ، كمنتجعات حوض أوريكة وآسني وإمليل وشلالات ستي فاظمة وقمة توبقال، ومحطة التزحلق على الجليد بأوكايمدن، وسد للا تكركوست السياحية .
تطل الجماعة القروية الاربعاء تغدوين على بعد 64 كلم من مراكش، وسط الأعالي، وفي عمق منتجع الزات الجبلي، فهي التي تعرف الصيف معتدلا، يأتيها زوارها هربا من حر الصيف، فلهم نصيب مما تعد به من لحظات تجمع بين البرودة، والاسترخاء و الإحساس بالهدوء والراحة.
و مع غنى تغدوين بينابيعها المائية بسيدي الوافي، بأكثر من أحد عشر ينبوعا طبيعيا ، ومع وهواء لا يشوبه ما يعكر صفوه، و تربة صالحة للزراعة، وموارد مائية جوفية وسطحية، تغري الكثيرين ليس للسباحة أو الاستجمام وإنما للتداوي بها من أمراض عديدة كأمراض المفاصل والعظام والمعدة وغيرها يجعل من تغدوين حسب الدارج إليها فردوس الباحثين عن البرودة في لهيب الصيف.
الأسر المراكشية والسياح الأجانب يتخذون منها مصايفهم، فالمياه المتدفقة، والشلالات الصغيرة، والفولكلور الأطلسي، وأسعار المبيت المنخفضة، يؤهلها لتكون مستجما مفضلا لدى الزوار، حيث تجمع بين الطبيعة والبساطة ، والرياضات الجبلية، ذلك أن ازدهارها في الصيف، مرده لهيب الحر الذي يشكل عامل طرد للسياح بالمدن والمناطق المجاورة، اذ تستقطب النسبة الأكبر من الزوار الذي يتوافدون على إقليم الحوز خصوصا منهم عشاق السياحة الجبلية التي تجذب حوالي 300.000 ألف زائر سنويا