ALHAOUZARTS تحرير رشيد حدوبان
تحظى الصناعة التقليدية،التي تمتد جذورها في مناطق إقليم الحوز، باهتمام لا يقتصر فقط على السكان المحليين، بل يتعداهم إلى الزوار والسياح، ذلك لأن هذه المناطق، على الرغم من زحف المدنية والحداثة، ما زالت تحافظ بطريقة لافتة على حس إبداعي تقليدي خاص عند حرفييها الذين أبدعوا في صنع منتجات احتفظت بمكانتها على مدى التاريخ ، بل لفتت الأنظار إلى المستهلك الأجنبي الذي انجذب إلى عبق التراث وتاريخ الإقليم
وتشتهر الصناعة التقليدية في الحوز بتنوع منتجاتها ، من فخار ونسيج وطرز وألبسة ونحث وحديد مطروق ، وكذا المنتجات الخشبية والشموع والحلي وباقي مواد التزيين والزخرفة. وفي هذا الصدد فإن عدد الصناع التقليديين بالحوز الذي يفوق 12 ألف شخص حسب مندوبية الصناعة التقليدية ، يعكس بشكل جلي توفر اليد العاملة ، خصوصا لدى النساء اللواتي يتوفرن على خبرة هامة في هذا القطاع
وتعد مؤهلات الصناعة التقليدية بإقليم الحوز، ركيزة أساسية في تنمية هذا المجال الذي يتمتع بوفرة الموارد الطبيعية ، مما من شأنه أن يشكل قوة جذب واعدة للسياح الأجانب ، حيث يبقى عامل القرب من مدينة مراكش (الوجهة الأولى للسياحة على الصعيد الوطني)، أحد العناصر الهامة لتسويق منتجات الصناعة التقليدية المحلية، وكذا المساهمة في جلب نسب مهمة من السياح لزيارة المناظر الطبيعية الخلابة
ويعود الفضل لحرفيي الحوز “المعلمين” في ضمان جودة المنتجات ، عززها إبداع وابتكار الجيل الجديد من الحرفيين الشباب الذين تلقوا التأهيل والتكوين بفضل غرفة الصناعة التقليدية لمراكش، التي تعد من بين الغرف الأولى التي عملت على تفعيل التكوين بالقطاع، ووقعت لذلك مجموعة من الاتفاقيات مع وزارتي الصناعة التقليدية والتكوين المهني ، مما جعل الصناعة التقليدية في الحوز أكثر تنافسية ومساهمة في تحسين ظروف عيش السكان المحليين.
وباتت الصناعة التقليدية أكثر من منتجات للاستعمال المحلي، إذ احتلت مكانة جديدة كقطع ديكور تؤثث لأصالة المنازل الغربية بعد أن أدخلت عليها تحسينات في الزينة أضافت إليها بهاء خاصا لإضفاء طابع مغربي خاص في منازل المستهلك الأجنبي، وأصبحت تكتسي ألوانا باهية بتشكيلات هندسية تمزج بين عراقة التاريخ وحداثة العصر، وتحمل في تفاصيلها زركشات جميلة قد تزين بأسلاك نحاسية وفضية كما في أواني الفخار أو باستعمال السيراميك والعقيق بمختلف ألوانه تزين المنتجات الخشبية والشموع والحلي.
ووعيا بأهمية الصناعة التقليدية في الحوز ، تم تخصيص معرض سنوي لتثمين عمل الصانع التقليدي المحلي وإبراز قدراته ومؤهلاته ، وذلك في إطار فعاليات مهرجان الصناعة التقليدية والفنون الشعبية وفن التبوريدة (مابين 12 و18 ماي 2014 )، والتي أسدل الستار على دورتها الثانية خلال هذه السنة. وفي هذا الصدد أكدت اللجنة المنظمة لموقعنا على أهمية هذا الحدث باعتباره فرصة أمام صناع تقليديين رائدين في هذا المجال، لعرض منتوجاتهم وابراز كفاءاتهم المهنية، . علاوة على كونه يشكل فضاء رحبا لتبادل التجارب
وأضافوا أنه إذا استطاع قطاع الصناعة التقليدية أن يعرف خلال السنوات الأخيرة دينامية مهمة، فإن ذلك راجع بالأساس إلى النمو الذي ميز المجال السياحي بالحوز، خاصة مع إحداث هياكل جديدة للاستقبال من بينها مأوي وفنادق مصنفة، إلى جانب التركيز أكثر على أصالة المنتوج
ولم يقتصر الاهتمام بتنظيم معارض للصناعة التقليدية في الحوز، إذ جاءت زيارة وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، السيدة فاطمة مروان مؤخرا لإقليم الحوز للاطلاع على سير جملة من مشاريع البنيات التحتية للصناعة التقليدية وتتبع الأوراش التنموية المرتبطة بالقطاع، وذلك في إطار المخطط الجهوي للصناعة التقليدية 2011- 2015 و كترجمة ميدانية لرؤية 2015 الإستراتيجية لتنمية القطاع
وأهم مشاريع الصناعة التقليدية للحوز، مشروع مركب مندمج للصناعة التقليدية بأيت أورير الذي يشيد بمبلغ إجمالي يصل إلى 4,4 مليون درهم بمساهمة من الوزارة ومجلس الجهة والمجلس البلدي لأيت أورير، ويضم محلات مهنية للحرفيين وقاعة للتكوين وقاعة متعددة الاختصاصات ومقر دار الصانعة إلى جانب مرافق صحية علاوة على مشروع فضاء لتسويق منتجات الصناعة التقليدية بآسني، الذي سيشيد بتكلفة مالية قدرها 5 ملايين درهم، وسيضم محلات مهنية وقاعة متعددة الاختصاصات ومرافق صحية، فضلا عن مشروع فضاء تسويق المنتجات المحلية المنجز بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري