عبر طريق جبلي ملتوي، تتراءى حين عبوره ألوان السماء السبعة ، ترسم حكايات خرافية فوق بساط الغابات الذي يكون عباءات للجبال الشامخة، غابات كثيفة، ووديان متدفقة، ومزاليج ثلجية ، وتميز معماري ، وفولكلور أطلسي، مؤهلات جعلت المنتزه الوطني لتوبقال، مستجما طبيعيا في قلب جبال الأطلس الكبير يعكس غنى بيولوجي متنوع، يجمع بين السياحة الجبلية والبيئية. ويعتبر هذا المنتزه ، فضاء للاكتشاف والاستجمام والترويح عن النفس، استحدث سنة 1942 على مساحة 38 ألف هكتار للحفاظ على التجمعات الإحيائية من نباتات وحيوانات وتراكيب بيولوجية والمحافظة على التباين البيئي والوراثي والحفاظ على الموروث الثقافي وإنعاش السياحة الإيكولوجية بالمنطقة.
ويجمع هذا المنتزه بين الوديان المتدفقة ، والمرتفعات المكسوة بغابات أشجارالعرعار و البلوط، الأكثر انتشارا في المنتزه، عدا المنابع والعيون والشلالات والكهوف. مع تنوع حيوي يحتوي على رموز الثروة الحيوانية للأطلس الكبير كالأروي المغربي، والقرد “زعطوط” و السنجاب والضربان والثعلب وطيور كالحجل والغراب والنسر والعقاب والزواحف كأفعى الأطلس والحرباء، إضافة إلى مجموعة نادرة من الفراشات و الحشرات حيث يشكل إرثا طبيعيا ذو قيمة بيولوجية وعلمية.
وينتمي المنتزه الوطني إلى مجموعة المنتزهات العشرة التي أحدثتها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر والتي صنفتها كمناطق محمية والتي يدعمها قانون المحميات الطبيعية الذي تبنته المندوبية في 2010 والذي يتوافق والاتفاقيات والبروتوكولات الدولية المنظمة لأطر الحماية والمحافظة على تلك الثروات الطبيعية.
يقول تقرير سياحي إن المنتزه يعرف الازدهار مع مقبل الصيف، الذي يشكل عامل طرد للسياح بالمدن والمناطق الداخلية، مما يجعل مناطق مثل آسني وامليل ومولاي ابراهيم وحوضي ستي فاطمة وأوريكا تسجل ارتفاعا ملحوظا في عدد زائريها للإقامة الترفيهية المؤقتة. ويمثل السياح المغاربة، نسبة 58 في المائة بالنسبة لمجموع السياح الوافدين على تلك المناطق ، وأغلبهم من مراكش والدار البيضاء والرباط والمناطق المجاورة وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، أما الأجانب فأغلبهم الفرنسيون والإسبان والإنجليز.
المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر لمراكش والأطلس الكبير، محمد إسوال ، أوضح أن المنتزه الوطني لتوبقال يشكل مرآة تعكس ما يزخر به إقليم الحوز بصفة عامة، من غنى على مستوى الغطاء النباتي والثروة الحيوانية والموروث الثقافي وفي مجال علم الحفريات، كما يبرز أسلوب الحياة القديمة لمناطق جبال الأطلس الكبير.
وأضاف إلى أن المندوبية السامية للمياه والغابات و محاربة التصحر، قامت بتفعيل تصميم تهيئة للمنتزه يضمن تدبيرا محكما للموارد الطبيعية واستغلالا معقلنا من طرف الساكنةالمحلية للثروات الطبيعية يمكن من الحفاظ عليها وصيانتها و تنميتها بصفة مستدامة ،وذلك نظرا للوعي بالضرورة الملحة لتحقيق التنمية المستدامة والتوازن البيئي وحماية الحياة البرية بالمنتزه.
يذكر أن المنتزه الوطني لتوبقال يضم متحفا بيئيا، يقع بين منطقتي آسني وامليل بإقليم الحوز وعلى بعد 55 كيلومترا من مدينة مراكش، ويساهم هذا المتحف البيئي، المشيد على مساحة 725 متر مربع، في خلق دينامية تنموية واقتصادية بالمنطقة وفي النهوض بالسياحة المستدامة والايكولوجية، وتحسيس العموم بضرورة حماية البيئة.
ويتكون المتحف البيئي للمنتزه من جناحين، يعرض الأول تاريخ وجغرافية المنطقة من خلال صور ولوحات وعينات صخرية، تنتمي إلى أزمنة جيولوجية مختلفة، أما الجناح الثاني فيعرض أهم مكونات التنوع البيولوجي للمنتزه الوطني لتوبقال من نباتات وحيوانات وأسماك وفراشات.
ويعرف المتحف البيئي للمنتزه الوطني لتوبقال إقبالا متزايدا، حيث استقبل مند افتتاحه في يوليوز 2012 قرابة 3000 زائر من مختلف الجنسيات والأعم
يضم المنتزه الوطني لتوبقال مسارات من ضمنها المسار الأخضر على مساحة 6 كلم يتمكن قاطع هذه المسافة من التعرف على جميع أصناف الأشجار والنباتات التي تزخر بها المنطقة والحق يقال أن المسار هذا قد تم اعداده باحترافية كبيرة وبالطبع بميزانية أيضا مهمة …ولكي يبقى هذا المسار الأخضر أخضرا يؤدي الدور المنوط به أود أن أدق ناقوس الخطر وأعلن أن هذا المسار للأسف في طريق الانهيار لقد قمت بزيارته مؤخرا ولاحظت أن كل تلك اللوحات التي كانت قد وضعت للتعريف بنوع الأشجار والنبات أصبحت اليوم في خبر كانت ولم تعد اليوم موجودة ..وهو حال الحواجز التي وضعت على حافات الطرق فبدورها أصبحت تقتلع من أماكنها ما سيؤدي حتما الى اتلافها …وهوما يستدعي التدخل الفوري والعاجل لانقاد ما يمكن انقاده ل…/.