افتتحت أمس الاثنين بمدبنة تحناوت فعاليات المهرجان الإقليمي في نسخته الثانية تحت شعار “الحوز أكبر أعراس الأطلس الكبير،”بلوحة فولكورية إقليمية رفيعة المستوى من فن التبوريدة بحضور وفد جهوي و إقليمي يرأسه عامل إقليم الحوز السيد يونس البطحاوي.
وشارك في هذه التظاهرة الإقليمية التي يعتبرها الحرفيون من المحطات الهامة للتعريف و تسويق منتجاتهم التقليدية، حوالي 52 جمعية تشمل كافة مجالات الصناعة التقليدية على مستوى إقليم الحوز. هذا وبلغ عدد جمعيات فرق فن الفروسية ” التبوريدة” حوالي 41 جمعية. وقد تميزت أشغال هذه التظاهرة بحضور رئيس جهة كيدال مالي الذي قام بجولة بمعرض الصناعة التقليدية بتحناوت إلى جانب عامل الإقليم، وقال في تصريح للصحافة، “إن هذا المهرجان يهدف إلى تشجيع كل الحرفيين من أجل زيادة اشتغالهم في مجالاتهم التي تعتبر جزء لا يتجزأ من الموروث الثقافي الاصيل للبلاد”. “وأضاف رئيس جهة كيدال مالي، الذي كان مرفوقا على الخصوص بعامل إقليم الحوز السيد يونس البطحاوي، أن هذا المعرض من شأنه أن يساهم بشكل أفضل في تسويق منتجات الصناع التقليديين بالإقليم والرفع من مداخلهم وتحسين وضعيتهم الاجتماعية والمادية.”
وفي ذات السياق، اعتبرت اللجنة المنظمة في كلمتها بمناسبة هذه التظاهرة، أن إقليم الحوز يعرف تنوعا بارزا على المستوى الثقافي والفني الذي يظهر من خلال الدلالات الرمزية لمكونات التراث المحلي بخصوصياته، مما دعا إلى خلق نافدة لإبرازه وإحداث آلية إشعاع وتسويق لهذه المؤهلات، باعتبارها الرافعة الحقيقية لفك العزلة الترابية المتعددة الأبعاد والتي مافتئ يؤكد عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في معظم خطبه، من اجل إيلاء عناية خاصة لساكنة هذه المناطق الجبلية، من هذا المنطلق أجمعت جل فعاليات الإقليم على بناء مقاربة تواصلية طموحة ، تمت ترجمتها من خلال خلق مبادرة إقليمية تحاول ترجمة هذا الموروث الأصيل والغني.
وقد شكلت مشاركة جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات المنتخبة والقطاعات الوزارية وغرفة الصناعة التقليدية في فعاليات هذه التظاهرة الإقليمية في نسختها الثانية، مناسبة للتأكيد على ضرورة السير بهذه المشاريع قدما وضمان استدامتها وتحقيق أهدافها، مع اعتماد مقاربة النوع في كل البرامج، والعمل بشكل تشاركي لإيلاء مزيد من الاهتمام بقطاع الصناعة التقليدية بإقليم الحوز.
وارتباطا بالموضوع، يعد المهرجان فرصة سانحة لاكتشاف ثراء وتنوع التراث الثقافي الذي يزخر به هذا الإقليم، إضافة إلى العزم على تأكيد هوية المناطق المكونة للإقليم ذات الرمزية التاريخية، حسب اللجنة التنظيمية. وفي تصريح لوسائل الإعلام التي عرفت حضورا قويا لتغطية أشغال هذا الملتقى الإقليمي، قال رؤساء جمعيات المجتمع المدني تخصص الصناعة التقليدية، أن هذه التظاهرة ستمكن الرفع من مستوى الإنتاجية وتجويدها، خصوصا و أن هذه التظاهرة تعد محطة أساسية للتعريف بمؤهلات الفعالين الجمعويين و المتعاونين بشأن مجالاتهم المتعددة، وتعتبر فضاء رحبا لتسويق منتجاتهم التي تحظى بإقبال واسع من طرف الزوار.