مع حلول فصل الشتاء وتساقط الثلوج تصبح جماعة أوكايمدن التابعة لنفود تراب إقليم الحوز ، وجهة مفضلة لعشاق السياحة الجبلية والرياضات الشتوية، حيث أن محطة أوكايمدن تكتسي رداءا أبيض يضفي عليها رونقا خاصا ،يستهوي الزائرين من مختلف أرجاء الوطن والسياح الأجانب على حد سواء. ولما لا وهو الفضاء المتواجد بأعلى القمم الجبلية بالمغرب والمجاور لأعلى قمة بشمال إفريقيا “توبقال
وتعتبر محطة أوكايمدن أهم محطة للتزحلق على الجليد بالمغرب ، وكدا تصنيفها داخل أفضل 100 محطة تزلج بالعالم كما يتراوح علو قممها ما بين 2600 و3270 مترا، وهذا ما يجعلها تستقطب عدد كبيرا من الزوار خلال هذه الفترة من السنة.
وتشكل هذه المحطة الشتوية بالنسبة للزائرين فضاء للترويح عن النفس والترفيه ، خاصة في فترة تساقط الثلوج، حيث تشهد اكتظاظا ، خلال عطلة نهاية كل أسبوع باستقبالها لما يزيد عن تسعة آلاف زائر.
فعلى طول الطريق، الفاصلة بين أوريكة ومحطة أوكايمدن تصادفك مناظر طبيعية خلابة تفتن العين وتأسر العقول وتدفع الزائرين إلى التوقف للحظات للاستمتاع بهذه المناظر قبل مواصلة المسير نحو البياض الفتان.
وتستمر فترة وجود الثلوج بمنطقة أوكايمدن أكثر من 120 يوماً، تمتد من منتصف ديسمبر إلى منتصف أبريل، غير أن فرصة التزحلق على الجليد، بالشكل المطلوب، عادة ما تنحصر ما بين شهري يناير وفبراير.
وتتوفر المحطة على بنية استقبال مقبولة، خصوصاً أنها تتوفر على أعلى «تيليسييج» (عربات معلقة بسلك واحد) بأفريقيا، يصل علوها إلى 2300 م، وستة «تيليسكي»، فضلا عن عدد من الفنادق والمطاعم والمنتجعات الجبلية والتي تبقى غير كافية بالنظر للصيت الذي أضحت تتميز به منطقة أوكايمدن.
وإذا كان هذا الموقع السياحي الجبلي يعد بحق مكانا للتخلص من ضوضاء المدينة وضجيجها واقتناص لحظات ممتعة رفقة الأهل والأحباب والأصدقاء ، فإنه يتعرض بالمقابل لسلوكيات تضر بجماليته وبالفضاءات الخضراء المحاذية له.
ومن بين هذه السلوكيات رمي الأزبال والقمامات من قبل عدد من الزائرين الذين تغص بهم جنبات هذا الموقع السياحي ، في المجاري المائية وعلى قارعة الطريق، وعبثهم بكثير من الفضاءات البيضاء والخضراء التي هي ملك للجميع.