على بعد 30 كيلومترا جنوب مدينة مراكش، وعلى مشارف الأطلس الكبير بإقليم الحوز يصارع الموقع الأثري أغمات تقلبات الزمن وويلات الاختلاس والنهب في صمت من أجل البقاء، وذلك بعد اختفاء تحف فنية في الآونة الأخيرة تعتير جزءا من الإرث الحضاري المادي بمنطقة أغمات العاصمة الأولى لدولة المرابطين، وذلك في انتظار تعبئة من أجل إنقاذها وحماية إرثها.
وتعرض أغلب تراث منطقة أغمات الحضاري إلى التدمير والاندثار، والنهب والسرقة ، ولم يبقى منه سوى جزء من السور والحمام الكبير وبعض المساكن والقنوات المائية والآثار المدمرة التي كانت انعكاسا لعظمة ماض حضاري شامخ ومهارة لا تضاهى في المجالات الثقافية والعمرانية والاجتماعية، قبل أن تتحول إلى أطلال تكاد تمحى نتيجة الإهمال واللامبالاة.
وكانت وزارة الثقافة قد أوفدت لجنة مركزية إلى أغمات ، للتحقيق في ملابسات اختفاء تحف فنية نفيسة، وضمنها منبر يعود الى عهد الدولة الموحدية شبيه بمنبر الكتبية المصنوع بمدينة قرطبة بالأندلس، حيث استمعت اللجنة لعدد من المسؤولين والجهات التي من شأنها أن تفيد في التحقيقات حول التحف التي تعرضت للسرقة بمنطقة أغمات خلال حفريات شهدتها المنطقة في أوقات سابقة.
وتعود أولى عمليات الحفريات بأغمات الى سنة 2005، أطلقها علماء آثار أمريكيون بمبادرة من سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب وزوجته وبتنسيق مع وزارة الثقافة، وأسفرت عن العثور على مجموعة من التحف الأكثر رمزية في عهد المرابطين ضمنها منبر مسجد يعود الى الدولة الموحدية ، وقد صنفت هذه الحفريات من بين 45 مشروعا للبحث عن الآثار بالمغرب.
وكانت العديد من التحف الفنية التي عثر عليها بمنطقة أغمات، والتي أجري عليها مسح جيوفيزيائي كشف عن طبقات أثرية نفيسة، نقلت إلى أحد المتاحف بالولايات المتحدة في ظروف غامضة، علما أن الاتفاقية الموقعة بين وزارة الثقافة والمؤسسة التي أشرفت على عمليات الحفر بمنطقة أغمات تقضي بتسليم جميع التحف التي يعثر عليها إلى مصالح وزارة الثقافة.